ما هو سرّ الحفاظ على صحّة كليتيك؟
تماماً كسائر أعضاء الجسم، تتعرّض الكلى لمُشكلات عدّة تمنعها من إتمام وظائفها، فما أبرز الإرشادات الواجب اتّباعها للحفاظ عليها؟
لمُناسبة يوم الكلى العالمي، أجرت "الجمهورية" حديثاً مع اختصاصيّة التغذية أندريه غانم حدّاد، التي أشارت إلى أنَّ "مَرض الكلى المُزمن يعني عجزها بنسبة 40 في المئة أو أكثر عن التخلّص من المياه ورواسب الدم، ويؤدي إلى مجموعة من الأعراض تشمل فقر الدم واحتباس السوائل وتغيّر في نمط التبوّل".
وأضافت: "إذا تأخّر المريض في استشارة طبيب لتشخيص إصابته بهذا المرض، يُمكن للضرر أن يكون دائماً، ما يُضطرّ البعض الى دخول المستشفى للخضوغ لغسيل الكليتَين أو حتّى الحاجة إلى زرع كلية، إذا كانت إحدى الكليتَين تالفة كلّياً".
ولفتت إلى أنّ "مرضى السكّري والكولسترول هم الأكثر عرضة لأمراض الكلى، لأنَّ إهمال صحّتهم يضرّ بمختلف شرايين الجسم بما فيها تلك الخاصّة بالكلى".
نصائح للمرضى
وأوضحت أندريه أنّ "للغذاء دوراً مهمّاً في السيطرة على وضع مريض الكلى"، وقدّمت مجموعة من التعليمات، أهمّها:
- "الحصول على كمية مناسبة من البروتينات تُحَدَّد وفقاً للوزن ومستوى الرياضة والوضع الصحّي للمريض.
- الإبتعاد عن الأطعمة الغنيّة بالسكّر والدهون المشبّعة، خصوصاً لدى مرضى الكولسترول والسكّري.
- الإعتدال في استهلاك الملح، لأنّ كثرته تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، ما يسبب ارتفاع ضغط الدم ويؤثّر سلباً في القلب والكلى.
- عدم الإفراط أو حتّى التقليل في استهلاك البوتاسيوم، لأنَّ ذلك يؤدّي إلى تشنّجات تُضعف العضل، وقد يتسبّب في خفقان غير مُنتظم في القلب.
- الحصول باعتدال على معدن الحديد والتركيز على مصادره الغذائية كالخضار الورقيّة ولحم البقر والبيض.
- استهلاك الفوسفور بكمية معتدلة لأنّ كثرته تؤدّي إلى ترقّق العظام.
- عدم الإفرط في شرب المياه.
وشدّدت على "ضرورة التزام الجرعة الملائمة لكلّ من العناصر الغذائيّة المذكورة والتي يحدّدها الطبيب أو اختصاصيّة التغذية".
المواد "السوبر" فعّالة
من جهة أخرى، سلّطت غانم الضوء على مجموعة مأكولات وَصفتها بالـ "Super Foods"، قائلةً إنَّ "إدخال بعض الأطعمة بانتظام إلى غذائنا اليومي مفيد جداً لصحة الجسم عموماً والكلى خصوصاً، وبينها الفلفل الأحمر والملفوف والبصل، لإحتوائها على نسبة قليلة من البوتاسيوم". إلى ذلك، أشارت إلى أنَّ "القرنبيط يُساعد الكبد في طرد السموم من الجسم، فيما يُخفِّف الثوم الإلتهابات والكولسترول".
وأردفت: "كذلك من المهمّ التركيز على كلّ من التفاح والكرانبيري والفريز والكرز والعنب الأحمر وزيت الزيتون، بعدما تبيّن أنّ هذه المواد تخفّض الكولسترول وتحمي من أمراض القلب والسرطان وتحارب الإلتهابات. إضافة إلى بياض البيض القليل الفوسفور والذي يُعدّ مصدراً مهمّاً للبروتينات العالية الجودة، والسمك الغنيّ بالأحماض الدهنيّة الأساسية الأوميغا 3 التي تحمي القلب وتردع السرطان".
توصيات عامّة
وعندما سألناها عن السُبل التي تهدف إلى الحفاظ على صحّة الكلى في شكل عام، أجابت أندريه: "لا بدّ أوّلاً من ضمان مُعدّل وزن ملائم من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والتقيّد بنظام غذائي صحّي متنوّع، فضلاً عَن عدم الإفراط في تناول الأدوية المضادة للإلتهابات والمسكّنات التي قد تضرّ بالأوعية الدموية، واحتساء الكحول باعتدال بما أنّها تدفع الكلى إلى بذل مجهود أكبر لطردها من الجسم".
وتابعت: "من الضروري كذلك مراقبة ضغط الدم والكولسترول والسكّر في الدم، والإقلاع عن التدخين، والخضوع لفحوص طبية منتظمة، ومراجعة الطبيب لمعرفة التاريخ المرضي للعائلة.
وإذا أظهرت الفحوص إمكان إصابة الإنسان بمشكلات الحصى أو الالتهابات في الكلى، لا بدّ من معالجتها سريعاً. أمّا في ما يخصّ المياه فيجب ألا تقلّ عن الليترين يومياً للأشخاص العاديين، فيما على المرضى مراجعة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة لهم والتي بالتأكيد يجب أن تكون معتدلة".
(سينتيا عواد - الجمهورية)، نقلا عن لبنان 24